اخبار عربية وعالميةاسليدرمقالات واراء

قنابل تحت العمائم

احجز مساحتك الاعلانية

نزار جاف

لماذا سعت الجمهورية الاسلامية الايرانية الى تنفيذ عملية إرهابية ضد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي أقيم في باريس في الثلاثين من حزيران الماضي والتي کشفت عنها المخابرات البلجيکية والالمانية

وإعتقلت على أثرها عدة أفراد متورطين من ضمنهم قائد العملية وهو أسدالله أسدي، السکرتير الثالث في السفارة الايرانية في النمسا؟ منذ عام 2004، والمقاومة الايرانية تقوم بعقد تجمعات سنوية حاشدة لها فما هو السر الذي دفع بطهران لکي تسعى الى تنفيذ عملية إرهابية ضد تجمع هذه السنة تحديدا؟

شخصيا، کمتتبع و حاضر في معظم التجمعات السنوية للمقاومة الايرانية، لي ملاحظات خاصة لابد من طرحها لکي يتم فهم سر إقدام طهران على مثل هذه الخطوة الدموية الخطيرة جدا، فقد سبق إنعقاد هذا التجمع صدور ردود فعل عنيفة من جانب مسٶولين إيرانيين على مختلف المستويات، وقد کان أهمها ماقد صدر قبل إنعقاد التجمع”وهذا أمر غير مسبوق” من جانب مسٶولين في البرلمان الايراني و السلطة القضائية بالاضافة الى وزارة الخارجية الايرانية”أي السلطة التنفيذية”، والتي أعربت عن إحتجاجها و إستيائها من إنعقاد هذا التجمع و طالبت بعدم إنعقاده و إلغائه، فما هو السر وراء ذلك؟

التجمع السنوي الاخير للمقاومة الايرانية، کان تحت شعار”الانتفاضة و البديل الديمقراطي”، و الذي يتزامن مع الاحتجاجات الشعبية المتواصلة و بصورة غير عادية منذ 28 ديسمبر 2017، أي منذ إندلاع الانتفاضة الايرانية التي إعترف آية الله خامنئي بعظمة لسانه بأن منظمة مجاهدي خلق تقف خلفها، و على أثر هذه الانتفاضة، فقد تغيرت الشعارات التي کانت تطلق في الاحتجاجات الشعبية حيث إتخذت طابعا سياسيا واضحا يدعو لإسقاط النظام و الى رفضه کليا أي بإعتداله المزعوم و بتشدده المعلن، وهنا قد يبادر البعض الى التقليل من ذلك أو الاستهانة به و لکن وبحسب المقولة المعروفة”الشئ بالشئ يذکر”، فإننا نشير الى إن الحديث عن قضية إحتمال سقوط الجمهورية الاسلامية الايرانية کنظام سياسي، لم يتم التطرق إليها أثناء و بعد إتفاضة عام 2009،

على الرغم من ضخامتها، فلماذا قد تم التحذير منها على لسان العديد من المسٶولين الايرانيين البارزين بعد الانتفاضة الاخيرة بل وإن المسألة قد تعدت الى الحديث عن مرحلة مابعد السقوط و التحذير على لسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف نفسه من تکرار السيناريو السوري(من حيث الفوضى و حالة الخراب والفلتان الامني)، وهو بذلك يسعى للإيحاء و بمنتهى الخبث الى عدم وجود معارضة ضدهم بحيث يمکنها أن تمسك بزمام الامور، وهو بذلك يسعى بشکل خاص و متقصد الى تجاهل دور و مکانة منظمة مجاهدي خلق التي ظلت تقارعه منذ 4 عقود ولم تترك له الساحة أبدا بل وإن الاکثر لفتا للنظر هو إن الجمهورية الاسلامية الايرانية وعن طرق غير مباشرة مختلفة”متميزة بها”،

تريد أيضا الترکيز علىرضا بهلوي، أبن الشاه الراحل، وهو نموذج أکل عليه الدهر و شرب و لم يکن له أي دور يذکر طوال العقود الماضية بل کان مشغولا ومنهمکا بالرقص و التسکع و الاستمتاع هنا وهناك، وإن الترکيز عليه هو لغرض تحقيق أکثر من هدف رغم إن الهدف الابرز هو الانتقاص من دور منظمة مجاهدي خلق التي صارت تعرف کيف و متى تمسك هذه الجمهورية من مواضع الالم.

العملية الارهابية التي کان يقودها إرهابي بدرجة دبلوماسي، والتي کانت تستهدف تجمعا سنويا ضخما تشرف عليه منظمة مجاهدي خلق حيث کانت عشرات الالوف حاضرة فيه، لو کان قد قدر لها النجاح، فإنها کانت ستتسبب بمجزرة دموية فريدة من نوعها وأغلب الضحايا إيرانية، وبطبيعة الحال فإن طهران کانت ستتهم المنظمة بتدبير العملية لتضرب بذلك أکثر من هدف برمية واحدة، ولکن يبدو إن الرياح قد جرت بعکس ماتشتهي السفن، فإنقلب السحر على الساحر، والانکى من ذلك إن المساعي التي بذلها روحاني ووزير خارجيته ظريف من أجل إسترداد الدبلوماسي المتورط إصطدمت بعقبة کبيرة بعد أن وجه الادعاءالالماني تهم العمالة الأجنبية والتآمر لتنفيذ جريمة قتل،للدبلوماسي المذکور.

العملية الارهابية الفاشلة، لم تکن وليدة مجرد صدفة وإنما کانت لها جذورها القوية، وإن تسليط الاضواء على ماکان أمين مجلس الامن القومي الايراني، علي شمخاني قد ذکره في حديث له مع قناة”الميادين” في الاول من کانون الثاني 2018، أي في عز الانتفاضة الاخيرة، والتي إعتبر إسرائيل و الدول الغربية و السعودية تقف ورائها، قال وهو يهدد: “المنافقين هم بيادق هذه الخطة السعودية وسوف يتلقون الرد المناسب من إيران من حيث لا يشعرون”، ويبدو أن الرد الذي هدد به شمخاني ضد مجاهدي خلق لم يکن سوى العملية الارهابية الاخيرة التي أثبتت بأن تحت العمائم الحاکمة في طهران الکثير من القنابل للخصوم و الاعداءوحتى لأصدقائهم أحيانا عندما تتطلب الظروف و الاوضاع و المصلحة العليا للجمهورية الاسلامية الايرانية!

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

Related Articles

Back to top button